مقابلة مع ريمونا كوهين
في سنوات السبعينيات، كانت ريمونا فتاة في المرحلة الثانوية، وفي حرب يوم الغفران، خدمت في الجيش في وحدة القوات. حدثتنا في المقابلة عن طفولتها في " رمات هشارون"، وعن لذة الحرية والاستقلال لدى الاطفال، مقابل الرقابة المستمرة والسيطرة اليوم: " كنا نلتقي في الصباح جانب وكر الشباب العامل، ثم نخرج للتنزه، حتى نصل البحر أحيانا. كنا نأخذ الحقائب ونخرج منذ الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثامنة مساءا، من غير هواتف نقالة ومن غير شخص بالغ مسؤول، نخرج الى المغامرات"...
في منزلها تواجدت ثقافة لأغاني عن أرض اسرائيل، الكثير من الأغاني العبرية. كانت سنوات لمهرجانات الغناء الاسرائيلي: " كان هذا في منزلي، كانت تجلس العائلة امام التلفاز، تصوير أبيض أسود، في كل سنة كنا نراهن من سيفوز. كانت فعلا مناسبة عائلية هامة. تنافست الأغاني التي اعتبرت ثروة المال الحلال : "شلومو أرتسي" غنى اغنية "أحببتها"، يزهار كوهين الذي غنى " أغنية الزفاف" . "اتذكر والدي عندما كان يشاهد المسرحية الهزلية للمستكشف الضرير- " من البحر الى الملك داوود". وكان يقهقه عاليا. هنالك طقوس كنا نقوم بها وكانت المشاهدة العائلية مثل: لغز التوراة، البرامج الخاصة في يوم الاستقلال، مشاهدة "الراپ أڨيجدور أڨيدور" مساء يوم السبت. إصطحبني والديّ الى مهرجانات مثل " ثلاثية جسر الياركون"، " آريك آينشتاين"، عرض مسرحية " حاڨا البرشتاين" أذكرها في العرض الاول مع الجيتار".
تصف ريمونا الشعراء والشاعرات التي تقدرهم. عرضت لنا كراسة شخصية جمعت بها أغاني قد قامت بكتابتها في خط يدها، اضافة الى مقتطفات من الصحف قامت بإلصاقها في الكراسة. حققت حبها للشعر في المرحلة الاعدادية من خلال مشاهدة مهرجان قصائد الشعراء وفي جمع كتب القصائد. الميول للأدب العبري وللشعر استمر الى المرحلة الأكاديمية.
كونها جندية في سنوات الـ 1977 خدمت في منطقة سيناء، وجربت عن قرب أحداث الحرب، التي أثرت عليها كثيرا، كما أثرت على كل ابناء السبعينيات. الاقتباس التالي من قصة كتبتها بعد اربعين سنة من الحرب:" هكذا مر يوم الغفران، وهكذا مرت تقريبا الحرب. تواجدت عدة اسابيع في " بير تمادا" لوحدي، وأظن انني كنت الفتاة الوحيدة في كل سيناء. حذروني من وجود وحدات كوماندو مصرية في المنطقة، لذلك أقفلت باب العربة بإحكام. ما عدا مرة واحدة حيث وجدني صديق لي وأتى اليّ بشاحنة "زيل" مصرية. فقدت الوعي، وهذه كانت اول مرة افقد بها الوعي، ولكنه كان حيا. أصيب في خدش على خده الأيمن تحت عينه، وكان وجهه أبيض ومنهكاً.
سافرت مع صديقي، في وقت متأخر جدا، وكان الضابط الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من سرية الاستكشاف ( פלס"ר), من خلال زيارات عدة لدى العائلات، كان يحدث ماذا جرى في الحرب بأدق التفاصيل، وكيف مات البقية. كنت أستمع وأصمت. بعد ذلك انفصلنا، تاركا البلاد مسافرا بعيدا لسنوات عديدة بعيدة عن الحرب التي آلمته كثيرا. انتقلت الى القدس وكنت أشعر بأنه أينما أضع رجلي هناك سوف تتشقق الأرض".
اليوم د. ريمونا كوهين محاضرة في كلية بيت بيرل.