المقابلة مع بروفيسور لطفي منصور
ولد في سنة 1938 ، وفي سنوات السبعينات كان اباً لسبعة ابناء، معلماً ومديراً لمدرسة الزهراء الابتدائية. قمت بإجراء مقابله معه، حول الالعاب في سنوات السبعينات.
وصف لنا ب. منصور الفترة الانتقالية للألعاب. ففي سنوات الستينات والخمسينات كانت الالعاب بدائية، ولم تتوفّر فيها الوسائل الكافية للعب، فقد لعبوا كرة القدم بدون توفّر الطابة (الكرة)، التي نراها اليوم، وبدون وجود اي العاب حديثة. جاءت بعد ذلك سنوات السبعينات بقفزة جديدة للألعاب، مع وسائل افضل.
إضافة لذلك يخبرنا ب. منصور ان اللعب ضروري لتفتح العقل، بل يجب على المعلمين دمج الألعاب مع التعليم وذلك، كون الطالب يستمتع ويتعلم بصورة افضل عندما يلعب كون الطالب متحمسا وفعالا بشكل افضل.
في السبعينات ظهرت العاب ملائمة للأولاد من جيل سنتين مثل الحصان الهزّاز، بالإضافة للسيارات بأنواعها. كانت السيارات في البداية على "الزنبرك"، وبعدها على جهاز التحكم. بدأت تظهر بعد ذلك وسائل تسلّي الولد وتخصّصت دول لهذه الالعاب مثل، اليابان والصين.
اما بالنسبة للألعاب التي لعبوها في تلك الفترة: لعب الاولاد بالرمل وابتكروا اشكالاً ابداعية مثل، سيارات وبيوت . ما يميّز هذه الفترة ان الاولاد لعبوا بشكل جماعي، فكما نعلم ان اللعب الجماعي مهم لتطور الولد وتكوين الاصدقاء.
اما البنات، فقد احببن اللعب بالعرائس، وكثيرا ما احب الولد اللعب في هذه العروسة، لكن يجب ان يعرف الولد انه لا يأخذ العروسة الا بعد ان يعطي لعبته، وهكذا يتعلم الولد اول علاقة اجتماعية.
بالإضافة ان الالعاب تفتّح العقل وتبني الشخصية والثقة بالنفس "كيف يتغلب على اللعبة وكيف يشغّلها، هذا يحتاج لقدرات ".
في تلك الفترة بدأ التعليم المختلط. لعب الاولاد والبنات معاً العديد من الالعاب في المدارس مثل، لعبة اين الكرة وايضا لعبة الحبل، ولكن كان هذا الاختلاط حتى جيل معين .
ما ميّز الالعاب في تلك الفترة هو الحركة واللعب الجماعي، بعكس ألعاب اليوم التي تتميّز بالحركة العقلية وتمارس بشكل فردي. فقد خسرت العاب اليوم الروح الجماعية والتنافسية الضرورية لتطور الطالب .
بالنهاية، يختم ب. منصور حديثه بان اللعب ضروي جدا لتفتّح عقل الولد وضروري ايضا لصحة الولد . بنظره، التربية التي لا تعطي مجالا للأولاد باللعب هي تربية فقيرة. ان العاب الاطفال التعليمية هي بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد، فتستطيع من خلالها الاستمتاع والتعلّم في آن واحد، ولكن لابد من الدمج بين الالعاب التعليمية والالعاب الاجتماعية، فلا ننسى اهمية الالعاب الاجتماعية، تلك الالعاب التي تعتمد على وجود اطراف اخرين مشاركين في اللعبة، كالآباء او الاصدقاء او الاخوة، وذلك لتطوير الطفل من الناحية الاجتماعية، وتطوير قدرته على التواصل مع الاخرين.